مسيرة "غضب" بعين تاوجطات ضد مصنع للزيوت

 

مسيرة "غضب" بعين تاوجطات ضد مصنع للزيوت يصيب السكان بأمراض خطيرة

غياب المسؤولين يؤجج غضب السكان ويهددون بمسيرات كل أحد

الدارالبيضاء - رسالة الأمة: صفاء لغزوزي

بعد خروجك من الطريق السيار، تنعطف في اتجاه اليمين وتظهر لك استراحة زيز، عندها تجد نفسك في العاصمة الإسماعيلية مكناس، التي ترحب بالزوار القادمين من الطريق السيار الدارالبيضاء. في الطريق يترامى إلى نظرك المساحات الخضراء المغطاة بأشجار الزيتون. نمر بالقرب من مجموعة من المعاصر التقليدية والحديثة لزيت الزيتون، بمنطقة "لمهاية" المعروفة بفلاحة (البطيخ). ما إن نعرج على اليمين، حتى تستقبلك مدينة عين توجطات بالخزان المائي للمنطقة، الموجود قرب أراضي بن علي كما يحب للسكان تسميتها، تبعد ب 34 كلم عن مدينة مكناس.
في الطريق تمر عبر شجرة "ورقة سيدنا موسى" المعروفة والتي يختبأ خلفها رجال الشرطة الذين يستعملون الرادار، ويترامى الدخان المتصاعد من معمل زيت الزيتون والصوجا والصابون الذي يغطي سحابه المدينة الفلاحية، ويخفي ملامحها الجميلة، مع انبعاث رائحة كريهة جراء عصر الزيت، وتحميص مادة الصوجا المستعملة في إنتاج هذه المادة الحيوية في إعداد الطعام المغربي.
لكن صباح الأحد الماضي، عرفت المدينة حركة غير عادية، فالمعروف أن ساكنة المنطقة، يذهبون في الصباح الباكر رجال ونساء للعمل في الحقول المجاورة كل يوم، باستثناء يوم الخميس موعد السوق الأسبوعي، ملتقى الباعة من الخضر والفواكه، الملابس المستعملة والمواشي..

مسيرة ضد معمل الزيوت

فقد نظم سكان عين تاوجطات، صباح الأحد الماضي ، مسيرة احتجاجية عفوية للدفاع عن البيئة، ومطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لرفع الضرر الناجم عن التلوث الذي يحدثه معمل الزيوت الموجود بالمنطقة المعروف ب "مصنع بلحسن". وقد خرج المحتجون الذين قدروا بألف شخص من سكان المنطقة، من المسجد الأكبر ، حاملين اللافتات مرورا بساحة البريد، ومن طريق المؤدية إلى "لمهاية" في اتجاه المصنع، رددوا الشعارات وطالبوا المسؤولين بضرورة التدخل ، لوقف نزيف ساكنة عين تاوجطات، خصوصا بعد بروز حالات من الأمراض الصدرية و الحساسية والأمراض الجلدية، خاصة في صفوف الأطفال والنساء، نتيجة الغازات والدخان المنبعث من المعمل ليل نهار وعلى مدار الأسبوع. كما نددوا أمام المعمل، بأعلى حناجرهم مطالبين بإغاثة "الفرشة المائية" لعين بن كازة المجاورة لمعمل الزيوت، والتي أضحت مطرحا للنفايات الصناعية وأصبحت مستنقعا ل "مرج الزيتون"، كما تضررت العيون والآبار. فحسب أحد سكان المنطقة التي أخبرنا، أن الفلاحين أكبر المتضررين من المصنع، خصوصا أن مدينة توجطات منطقة فلاحية بالدرجة الأولى، وتعتمد على الفلاحة السقوية. ومع انعدام استغلال الثروة المائية التي أصبحت ملوثة، تعذر على الفلاحين استثمار الثروة، حيث أصبحوا يطلبون المساعدة من الدواوير المجاورة (تعاونية سيدي علال تبعد ب 2 كلم من المدينة...) من أجل جلب الماء الشروب. كما سجلت عدد من الوفيات في صفوف المواشي، وظهور الأمراض .

غياب السلطات يؤجج غضب السكان

وسجلت المسيرة غياب السلطة المحلية المتمثلة في الباشا ورئيس البلدية، فيما كان 
عدد لا بأس به من عناصر الشرطة الذين انتشروا بزيهم المدني والرسمي بين جنبات الجموع الغفيرة من السكان.
وحسب أحد المتظاهرين الذي صرح للجريدة، أنهم سيراسلون الجهات المعنية، التي راسلوها من قبل لكن دون إجابات، والمتمثلة في كل من والي الجهة، ورئيس المجلس البلدي، والمرصد الجهوي للبيئة، والمرصد الوطني للبيئة، يطالبون من خلالها : التدخل العاجل من أجل وقف الدخان السام المتصاعدة من مداخن المعمل وحظر إفراغ النفايات المصنعة والمواد الكيماوية في العيون والآبار. مشيرين أن المعمل يشتغل في ظروف غير قانونية ولا يحترم المعايير البيئية المتعارف عليها، حيث سبق وأن حاز ترخيصا لاستغلاله كمخزن قبل الشروع في نشاطه سنة 2001. 
وهدد السكان بيوم غضب الأحد المقبل ، حيث شكلوا لجنة تعبئة لمسيرة «غضب» تنطلق من أمام المسجد في اتجاه المعمل، والقيام بميسرات مشابهة كل أحد إلى حين، أن يجد السكان آذان صاغية تستمع إلى معاناتهم، خصوصا أن إدارة المصنع، تتجاهل آلام السكان، بعدما طورت منتجاتها داخل المعمل من الزيوت، إلى إنتاج مواد الصابون ومستحضرات التجميل. متجاهلين مخاطر المواد الكيماوية المستعملة في المنتجات، والغازات السامة المنبعثة والتي تلوث الهواء الذي يهدد صحة ساكنة المنطقة.


0 commentaires

شارك بتعليقك

الصفحة الرئيسية | جميع الحقوق محفوظة لـ موقع تاوجطات سيتي | مع تحيات إدارة الموقع